الازمة الاقتصادية العالمية تعصف في الكثير من مجالات الاسثمار ، تثير الكثير من الاسواق المالية ، الاسهم تتارجح بصورة عشوائية دون انتظام واضح ، لكن المشكلة الاكبر هي الفوضى العارمة في قرارات المستثمر البسيط الذي يخرج ويدخل في الصفقات بشكل عفوي ، غير واثق .
الفوضى في اتخاذ القرارات لا تقتصر على كونها اسلوب سيء وحسب ، بل هي خاضعة دائماً للحركات الارتفاعية في الاسهم ، يتوجب على المتداول الانتظار دائماً لارتفاع الاسعار لكي يحقق ارباح ، فطالما ان المؤشرات تشير الى هبوط ، تتعرض ارباح المتداول للمخاطر ، ولو كان بامكانه تمييز الحركات الهبوطية والبيع بدل الشراء لحقق الكثير من الارباح .

هذا هو الامر الذي يمنع الكثيرين من تحقيق الارباح لكونهم لا يستطيعون الاستفادة من هبوط حركة الاسهم وهبوط اسعارها ، ولو كان بامكانهم تحقيق ارباح على كل هبوط في مؤشرات الاسهم لحقق الكثيرون احلامهم ، لكن ذلك ليس بالامر الطبيعي في تداولات الاسهم .

الفرق بين الاسهم العالمية والمحلية

لكن هل هذا الحلم قد يتحقق ؟؟

نعم في اسواق المال بالامكان الاستفادة من الاتجاه الهبوطي للصفقة نفسها ، وهنا طبعاً لا نقصد الاسهم ،( بالرغم من وجود الامكانية ) لذلك انما المقصود هنا هو تبديل العملات الاجنبية ، او تجارة العملة الصعبة ، حيث بالامكان الاستفادة من هبوط قيمة عملة معينة بشرط ان يكون لدي عملة اقوى منها .

قد يبدو الامر غريباً للوهلة الاولى ، لكن الموضوع في غاية السهولة ، افترض انك بعت بيت تمتلكه بمئة الف دولار ، وبعد ان قمت ببيعه ، بدأت اسعار العقارات بالهبوط الى ان استقر سعر البيت على 70 الف دولار .

بعد هذا الهبوط ( الى 70 الف دولار ) قمت مرة اخرى بشراء نفس البيت ( الذي بعته بمئة الف دولار ) اذاً انت حققت ارباح بسبب

هبوط نفس البيت – بشرط انك تستطيع شراءه متى شئت - .

هذه الميكانيكية في العمل حقيقية وبالامكان استعمالها في اسواق المال بكل سهولة وهي الاستفادة من الحركات الهبوطية على شرط توفر امكانية للشراء كل الوقت ، وهو امر لا يتمكن من فعله متداول الاسهم .

 

توصيات الاسهم وتوصيات السوق العالمي 

من المعروف ان متداولي الاسهم اليوميين مشغولين بالتوصيات او بالحصول عليها او باصدارها ، والنوايا تختلف من شخص لاخر ، فهناك من يريد التوصية بصورة بسيطة فقط لاجل ان يحقق ارباح ، وهناك من يصدر توصية محاولاً جر الكثيرين الشراء معه ، وهناك من يوجه توصيات من اجل شركة معينة لكي يقوم بعملية بيع عملاقة بعد ان يرتفع السعر بساعات !

الامر مختلف في عالم الاسواق العالمية ، لان لا احد يستطيع توجيه ملايين المستثمرين من خلال رسالة او من خلال حث الدول على شراء العملات او بيع العملات ، فعندما نتحدث عن سوق عالمي ، المتداولين الكبار في هذا السوق هم ليسوا برجال اعمال ، بل انها دول وحكومات عظمى تتداول بهذه الاسواق ، فلا يسيطر على السوق سوى الطبيعة نفسها ، والاحداث الحقيقية طبعاً تؤثر وبقوة على هذا السوق ،  الحصول على توصيات عملات مضمونة في سوق التداول مثلاً ،  احتمالاته اكبر بكثير من اسواق الاسهم المحلية ، بصرف النظر عن اي دولة نتحدث ، فطالما غالبية المتداولين على سهم معين هم سكان محليين ، فمن السهل توجيه حركة التداول والعبث بها ، حتى ان الاخبار تكون ايجابية والاسعار سلبية !