كيف يعمل سوق التداول؟

سوق التداول هو عبارة عن عملية تبادل دولية ضخمة فيها يتم تداول فيها مختلف العملات، أعني عمليتي البيع والشراء كلاهما.حيث أنه من المقدر أن تكون التداول أكبر سوق مالي في العالم، ولا تحكمها قوانين أية دولة. وبالإضافة إلى ذلك، بينما أن سوق التداول مفتوح من الأحد للجمعة، فهو يعمل على مدار 24 ساعة ولا يمارس سياسة الإغلاق يومياً كما هو الحال في سوق البورصة التقليدي. ولهذا فهو غير تنظيمي، ولا يوجد لديه لجنة خبراء دوليون لتسوية النزاعات كما لا توجد أي غرفة مقاصة لتكون كالضامن لعمليات التداول في بورصة. ليس هناك إلا اتفاق ائتمان بين البائع والمشترى في سوق التداول، وهكذا تعمل.

بينما يبدوا هذا غير واضحاً لمعظم مستثمري البورصة، فإن متداولين التداول مجبرين بالمنافسة والتعاون على البقاء متحلين بالأمانة. لا مفر للمتداول من النجاة في التداول إلا إذا حافظ على إنهاءه للصفقة. معظم الدول سيكون لديها جهاز أو مؤسسة تقوم بخدمة تنظيم متداولي أو وسطاءالتداول في هذه البلاد وتعمل على ضمان حماية حقوق العملاء. كما ان هذه المؤسسة ستصر على أعضائها بقبول قرارات لجنة التحكيم الخاصة بهم في حالة وجود نزاعات. وفي الولايات المتحدة، هذه المؤسسة تعتبر بوجه عام هي المؤسسة الوطنية للبيع الآجل أو التي يرمزون لها بـ (NFA).

ومن الخصائص الأخرى لسوق التداول التي يجب أخذها في الحسبان هي أنه في السوق نفسه، لا توجد عمولات، وهذا يطبق على المبلغ الأساسي فقط. فمن يدعون باسم وسطاء التداول لا يتقاضون عمولة من طرفي التداول، ولكن بالتسهيل لعملية التداول نفسها وأخذ نصيبهم من السبريد، أعني من الفارق بين سعر الشراء والبيع. فالضمني هو أنهم ليسو وسطاء كما هو في المفهوم التقليدي في العالم، ولكنهم أشبه ما يكون بمتداولي التداول أنفسهم.

ومن أهم السمات الأكثر جاذبية في سوق التداول هي أنه من المحال عملياً أن يتمكن مستثمر، أو مجموعة مستثمرين أو مؤسسات مالية من إساءة استخدامه. وهذا السوق الكبير، الذي تتدفق فيه أموال بشكل يومي تقدر بتريليونات من الدولارات، لا يمكن لكيان واحد، مهما يكن كبيراً، أن يحصل على تحكم ذات دلالة إحصائية على هذا السوق، مما يعنى أنه حر من أية تأثيرات، بعيد عن قوى أساسية حقيقية تحركه. والشيء الضمني هنا هو أن هذا السوق يعرض لكل مستثمر نفس الفرص، بغض النظر للحجم والتأثير، وهذا يجعله مكان لسوق حر وعادل، ومن المحتمل أن يكون الوحيد في العالم. وهذا النشاط جذاب جداً لغار المستثمرين على وجه الخصوص، حيث أنهم أكثر شريحة تعاني من خدع سوق البورصة والنشاط الاحتيالي.

بينما تجعل تلك العوامل سوق التداول أكثر جاذبية لاستثمار المال فيه، فمن الصعوبة بمكان أيضاً جني الأرباح في هذا السوق وهذا نظراً لحقيقة أنه ينبغي على متداول التداول عادة ما يقوم بأفضل مما يقوم به السبريد، الذي يجعل فرص موازنة الربح محدودة. ومع هذا، وبدون عمولة زائدة أو رسوم، فإن المتداول يُترك ليتمتع بآخر نقطة ربح التي يكتسبها، بمجرد اجتيازهم لعلامة السبريد. وفي مجمل القول، فإن سوق التداول هو المكان للمستثمر الذكي والحذر والمدرب تدريباً جيداً.