العالم يتحرك بالمال، والاقتصاد العالمي - وكذا حياتنا اليومية- تعتمد على تبادل الأموال بين الأيدي. ليس هذا في دولتنا فحسب، ولكن في جميع أنحاء العالم. حيث أن قيمة العملة في دولة ما يعتمد في الأساس على قيمة العملة في دول أخرى.

التداول هو مصطلح يشير إلى الصرف الأجنبي، وهو سوق تداول عملة دولة ما مقابل عملة من دولة أخرى. فعندما تكون في دولة أخرى، وتقوم بتبديل عملة بلدك بعملة الدولة التي أنت كزائر، فإن هذه العملية هي كل ما يهتم به السوق. لتداول دولارك الأمريكي مقابل الين الياباني، على سبيل المثال، فإنه ينبغي تحديد سعر صرف العملات الأجنبية لتلك العملتين.

يرجع تاريخهإلى ما بعد تحديد العملات كوسيلة لشراء الأشياء بفترة طويلة. وغالباً، أنه لا تزال عملية التداول خارج البلاد تعتمد على المقايضة، وذلك لأنه دائماً كان لا يتم الاتفاق على قيمة عملة ما في دولة أخرى. وكان يتم طباعة النقود الورقية في شكل سندات دين مقابل قيمة المعادن، كالذهب، في العصور الوسطى. ويقال أن فرسان الهيكل قد استخدموا هذه الطريقة عند نقل الصناديق، مما يشكل أساساً لنظامنا المصرفي المعاصر. وحتى الحرب العالمية الأولى، معظم العملات الموجودة بالبنوك المركزية كانت تدعمها الحيازة المادية من الذهب، ومع هذا فقد أصبح من المقبول طباعة النقود بدون هذا الدعم، وفي بعض الأوقات يأتي ذلك بنتائج وخيمة. وتم إبرام اتفاقية بريتون وودز في عام 1944 للمساعدة في إرساء العملات المحلية والتشجيع على التبادل العادل للعملات.

مقارنة عملة بأخرى هو قلب العملات الجنبية، حيث يتم مقارنة زوج العملات – وبحرفية زوج من العملات – مع بعضهم البعض. فعلى سبيل المثال، الدولار الأمريكي واليورو... حيث يكون للعملة قيمة معينة عند تداولها بعملة أخرى. فقيمة عملة كل دولة تعتمد – في جزء كبير منه- على قيمة الدول التي عادة ما يكون بينهما تداول، أو لديهما نفس الاقتصاد. إن مسألة كيفية تحديد ذلك مسألة يطول شرحها ومعقدة بعض الشئ، ولذا سوف يتم تناولها في مقال آخر.

يتم تداول العملات بدون وجود صرافة مركزية، وهذا هو مختلف عن كيفية تداول البورصة والعقود الآجلة. وبما أن سوق التداول يعمل في أوروبا وآسيا والولايات المتحدة، بفترات مختلفة، فهو يعمل على مدار الساعة. كما أن عمليات المتاجرةبين البنوك الفردية، والبنوك ووسطاء التداول، وبين الوسطاء والأفراد، تتكرر لآلاف المرات يومياً. ليس لأي كيان فردي التأثير في سوق التداول – على الأقل لفترة طويلة، وحقاً هذا يُعد شكلاً ديمقراطي لعملية التداول.